أعراض القصور الكلوي التي لا ينتبه لها كثيرون

  • الرئيسية
  • أعراض القصور الكلوي التي لا ينتبه لها كثيرون

رُبّما لا يشعر الكثيرون بأن أجسادهم تنبّههم إلى وجود خلل في الكلى، وقد تمرّ علامات الإنذار الأولى دون اكتراث، وأعراض القصور الكلوي ليست مؤشرات يمكن التغاضي عنها، بل تستحق الانتباه الفوري، لأنه العلاج المبكر سيحمي من حدوث مضاعفات خطيرة.

فالكلى تُمثل جهازًا حيويًا يشارك في تنظيم ضغط الدم، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، والحفاظ على توازن الأملاح والماء. وحين تُصاب هذه المنظومة بالخلل، تبدأ سلسلة من التغيرات الصامتة التي لا تُكتشف غالبًا إلا في مراحل متأخرة.

ما هو القصور الكلوي؟

مرض القصور الكلوي حالة يحدث فيها تراجع تدريجي أو مفاجئ في قدرة الكلى على أداء وظائفها الحيوية، وعند الإصابة بهذا القصور تفقد الكلى كفاءتها في تصفية الفضلات من الدم، وتنظيم مستوى السوائل والمعادن، ما يؤدي إلى تراكم السموم داخل الجسم.

ينقسم القصور الكلوي إلى نوعين: حاد، ويظهر بصورة مفاجئة، ومزمن، يتطوّر تدريجيًّا على مدار شهور أو سنوات.

قد يُعالج القصور الحاد إذا جرت السيطرة على أسبابه سريعًا، بينما المزمن قد يتطور إلى الفشل الكلوي الكامل إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.

أعراض القصور الكلوي

تبدأ أعراض القصور الكلوي غالبًا بصورة خفيفة وغير واضحة، ما يجعل كثيرين يتأخرون في تلقي العلاج، ومع الوقت تظهر الأعراض التالية بصورة أكثر وضوحًا:

  • تورّم القدمين والوجه بسبب احتباس السوائل.
  • تعب دائم وإرهاق غير مبرر نتيجة انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء.
  • صعوبة في التركيز واضطرابات النوم بسبب تراكم السموم في الدم.
  • انخفاض كمية البول أو زيادتها بصورة غير معتادة.
  • تغير في لون البول مثل أن يصبح داكنًا أو يحتوي على رغوة.
  • حكة مزعجة في الجلد دون وجود مرض جلدي ظاهر.
  • ضيق في التنفس نتيجة تراكم السوائل في الرئتين.
  • فقدان الشهية والغثيان خاصة في المراحل المتقدمة.
  • تشنجات عضلية متكررة بسبب وجود خلل في توازن الكالسيوم والبوتاسيوم.

ظهور جميع هذه الأعراض أو بعضها يستدعي إجراء فحوصات طبية دقيقة فورًا، لتجنّب المضاعفات الخطيرة.

أسباب القصور الكلوي

بعد التعرف إلى أعراض القصور الكلوي يجدر بنا التطرق إلى أسباب هذه المشكلة، التي يتعلق بعضها بأمراض مزمنة مختلفة، ويرتبط البعض الآخر بعوامل طارئة، أبرزها:

  • مرض السكر الذي يُعد السبب الأوّل للقصور الكلوي المزمن.
  • ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
  • الالتهابات الكلوية المتكررة.
  • انسداد المسالك البولية بسبب الحصى أو الأورام.
  • تناول بعض الأدوية لفترات طويلة مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • نقص حاد في التروية الدموية للكلى نتيجة جفاف شديد أو نزيف.

تشخيص القصور الكلوي

لا يمكن تشخيص القصور الكلوي من مجرد ملاحظة أعراض القصور الكلوي المذكورة سابقًا، إذ يعتمد التشخيص على عدة فحوص تُجرى في عيادة الكلى على أيدي الفريق الطبي المتخصص، وهي خطوة ضرورية في رحلة علاج أمراض الكلى.

تشمل هذه الفحوصات:

  • فحص نسبة الكرياتينين في الدم، وهو مقياس يُظهر قدرة الكلى على تصفية الفضلات.
  • حساب معدل الترشيح الكبيبي (GFR) الذي يقدّر كفاءة الكلية في تنظيف الدم.
  • اختبار البول للكشف عن وجود بروتينات أو دم.

في حالات معينة، تُجرى أشعة بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتقييم شكل الكليتين واكتشاف أي انسدادات أو ضمور.

نصائح للوقاية من القصور الكلوي

الوقاية من القصور الكلوي لا تتطلب إجراءات معقدة، بل تعتمد على نمط حياة متوازن، ومن أهم النصائح:

  • شرب كميات كافية من الماء يوميًّا للحفاظ على صحة الكلى.
  • مراقبة ضغط الدم وسكر الدم والالتزام بعلاج أي اضطراب فيهما.
  • تجنّب الإفراط في تناول الملح لتقليل العبء على الكلى.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لدعم الدورة الدموية وتقليل الوزن.
  • الامتناع عن التدخين والمشروبات الكحولية.
  • تجنّب تناول الأدوية دون استشارة طبية خصوصًا المسكنات.
  • الخضوع لفحوصات دورية خاصة من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الكلى.

هل يمكن أن يظهر القصور الكلوي دون أعراض؟

نعم، في المراحل الأولى قد لا تظهر أعراض القصور الكلوي بوضوح، ولهذا تُعد الفحوصات الدورية ضرورية للكشف المبكر.

هل يشعر المصاب بألم في الكلى دائمًا؟

ليس بالضرورة، فالكثير من حالات القصور الكلوي لا ترتبط بألم مباشر، بل تظهر الأعراض بصورة عامة مثل التعب أو احتباس السوائل.

هل القصور الكلوي يؤدي دائمًا إلى الغسيل الكلوي؟

ليس كل من يُصاب بالقصور يحتاج إلى الغسيل الكلوي، بل يعتمد ذلك على درجة تدهور وظائف الكلى ومدى السيطرة على الأسباب.

الكلى تتحدّث بطريقتها الخاصة، لكن كثيرين لا يلتقطون إشاراتها إلا متأخرين، لذلك مراقبة أعراض القصور الكلوي والتعامل معها بجدية يمكن أن يصنع فارقًا جوهريًّا بين حياة صحية مستقرة، وحالة صحية حرجة قد تتطلب تدخّلات علاجية معقّدة.

لذا لا تنتظر وابدأ عنايتك بكليتيك من خلال الوعي والوقاية، والمتابعة الطبية المستمرة.