جراحة الاوعية الدموية أمرًا ضروريًا لعلاج بعض مشكلات الأوعية التي يصعب علاجها باستخدام الأدوية، ولعل أبرزها تصلب الشرايين وانسداد الأوعية الدموية وجلطات الدم.
وفي مقالنا اليوم سوف نعرض لكم المشكلات التي تستدعي إجراء جراحة اوعية دموية والتقنيات التي يعتمدها الأطباء في إجراء الجراحات وعلاج تصلب الشرايين تحديدًا.
ما المقصود بـ تصلب الشرايين؟ ولماذا يستدعي زيارة طبيب جراحة اوعية دموية؟
تتصلب الشرايين نتيجة تراكم المواد الدهنية والكوليسترول والكالسيوم على جدران الأوعية الدموية، فيزداد مع تراكمها سمك الجدار وضيق المسار الذي يتدفق خلاله الدم أو يُسد بالكامل، وقد تتحول هذه التراكمات مع مرور الوقت إلى مواد صلبة مسببة تصلب جدران الشرايين على عكس الشرايين السليمة التي تكون جدرانها لينة؛ لتسهل تدفق الدم خلالها.
تزداد فرص الإصابة بتصلب الشرايين مع التقدم في العمر نتيجة لزيادة المواد المتراكمة في جدار الشريان، وهذا يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالجلطات الدموية؛ لذلك يعد تصلب الشرايين من بين الحالات التي تستدعي زيارة طبيب جراحة اوعية دموية فوريًا، إذ يقوم الطبيب بتسليك الأوعية الدموية المسدودة وتركيب دعامات -أحيانا- للتأكد من فتحها وتجنب مضاعفات تصلب الشرايين.
كيف تظهر أعراض تصلب الشرايين على المرضى؟
عادة لا تظهر أعراض تصلب الشرايين في الحالات البسيطة منه، ولكن حين يضيق الشريان بشدة أو يُسد تظهر على المريض أعراض مختلفة على حسب نوع ومكان الشريان المصاب كما يلي:
- الشعور بألم أو ضغط في الصدر، فيما يُعرف باسم “الذبحة الصدرية” إذا كان التصلب في شرايين القلب أو القريبة منه.
- الصداع وصعوبة التنفس وتنميل في الذراعين والساقين، وقد يحدث فقدان مؤقت للرؤية، وقد يُصاب المريض بسكتة دماغية في حالة إهمال العلاج إذا كان التصلب في الشرايين الموجودة في أنسجة المخ.
- ألم وثقل في الأطراف، أو عرج في أثناء المشي، وانخفاض ضغط الدم في الطرف المصاب إذا كان التصلب في الشرايين الطرفية التي توجد في الذراعين والساقين.
- ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي، في حال تصلب شرايين الكلى.
اقرأ أيضا: علاج تصلب الشرايين في الرجل
كيف يشخص طبيب جراحة الاوعية الدموية تصلب الشرايين؟
تتعدد وسائل تشخيص تصلب الشرايين، وأهمها القسطرة الاستكشافية التي تعد إحدى وسائل جراحة الاوعية الدموية المستخدمة في تشخيص وكذلك علاج تصلب الشرايين، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل في السطور التالية.
ولكن نسرد لكم أولًا الوسائل الأخرى التي يعتمدها أي طبيب جراحة اوعية دموية عند تشخيص تصلب الشرايين، وتشمل:
-
- الفحوصات السريرية: يبدأ الطبيب بفحص الأعراض والتاريخ المرضي والتاريخ العائلي، إذ يُصنف تصلب الشرايين من الأمراض الوراثية.
- تحاليل الدم: يطلب الطبيب من المريض إجراء فحوصات الدم؛ لقياس مستوى السكر والكوليسترول، وإجراء اختبار بروتين “ج” التفاعلي؛ للتأكد من وجود هذا البروتين المرتبط بالتهاب الشرايين.
- رسم القلب: يقيس الإشارات الكهربائية في القلب، ويكشف عن وجود أي جلطات قلبية سابقة.
- رسم القلب بالمجهود: يُستخدم لقياس مدى كفاءة القلب في أثناء الإجهاد البدني.
- فحص الدوبلر: يقيس ضغط الدم في الذراعين والساقين باستخدام الموجات فوق الصوتية، وعن طريق معرفة سرعة تدفق الدم في الشرايين، وكذلك الكشف عن وجود أي انسدادات.
- فحص الكالسيوم التاجي: وفيه تستخدم الأشعة المقطعية لتصوير القلب والكشف عن وجود ترسبات الكالسيوم على جدران الشرايين، ودرجة هذه الترسبات بالنسب المئوية.
- الرنين المغناطيسي: تكشف أشعة الرنين المغناطيسي تصلب وضيق الشرايين.
خطوات استخدام قسطرة القلب في الكشف عن تصلب الشرايين
تستخدم قسطرة القلب في الكشف عن وجود ضيق أو تصلب في الشرايين، ويكون الإجراء المتبع كما يلي:
- تخدير مكان إدخال القسطرة موضعيًا، إذ يُمررها الطبيب عبر شرايين الفخذ أو المعصم.
- صُنع شقًا جراحيًا صغيرًا لإدخال أنبوب القسطرة الرفيع في أحد الأوعية الدموية.
- حقن صبغة داخل الوريد، ثم التصوير بالأشعة السينية، إذ توضح الأشعة صورة للأوعية الدموية، وتكشف عن مكان وجود انسداد أو تصلب بالشرايين.
متى يحتاج مرضى تصلب الشرايين إلى التدخل الجراحي للعلاج؟
يتضمن علاج تصلب الشرايين تغيير نمط الحياة للحد من كمية التي يتناولها الشخص وخفض مستوى الكوليسترول في الدم، وممارسة التمارين الرياضية؛ لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وقد يوصي الطبيب ببعض العلاجات الدوائية، مثل الستاتينات وحاصرات البيتا (مستقبلات الكالسيوم)؛ لخفض ضغط الدم ومنع تكوّن الجلطات أو الإصابة بالسكتات القلبية، كما يصف الأدوية المذيبة للجلطات.
ولكن تكون الجراحة ضرورية لعلاج تصلب الشرايين عند فشل العلاجات السابقة في إدارة الحالة أو تكونت جلطات دموية، وتشمل جراحات الأوعية الدموية المستخدمة في علاج تصلب الشرايين ما يلي:
- تركيب الدعامات: يتدخل الطبيب جراحيًا باستخدام القسطرة بنفس الطريقة التي تم ذكرها سابقًا، وتمريرها إلى مكان الانسداد، يستخدم بالونًا على طرف القسطرة لضغط التراكمات على جدار الشريان، ثم وضع دعامة شبكية لتحافظ على جدار الوعاء مفتوحًا دائمًا.
- جراحة ترقيع الأوعية الدموية: يستخدم الجراح وعاءًا سليمًا من مكان آخر في الجسم أو أنبوبًا مصنوعًا من الألياف الصناعية لصُنع مسار جديد للدم.
- استئصال بطانة الشريان التاجي: يتم في هذه العملية إزالة التراكمات والمواد المترسبة على جدار الشريان.
وبذلك نكون قد وضحنا الجراحات التي يجريها طبيب جراحة اوعية دموية بهدف علاج تصلب الشرايين، وقد يهمك أيضًا معرفة علاج التهاب الأوعية الدموية.
وفي الختام يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة أمامكم إذا كان لديكم استفسارات أخرى، أو تودون حجز موعد مع افضل دكتور اوعية دموية في عيادات فاسكولار أرت.