ما هي سيولة الدم الطبيعية؟ 

تتجلى عظمة الخالق في أجسادنا، فكل خلية في الجسم تعمل بآلية تجعلك تقف مذهولًا لصنع خالقها، فمثلًا يتدفق الدم عبر الأوعية الدموية تحت ضغط محدد بانسيابية كي يصل الأكسجين والمغذيات إلى كافة أجزاء الجسم دون تدخل منا أو حتى نشعر بذلك.

 

دعونا في فقرات مقالنا اليوم نلقي مزيدًا من الضوء على سيولة الدم الطبيعية، وأهم العوامل المؤثرة فيها، وأبرز العلامات التي تنم عن حدوث خلل بها.

ما هي سيولة الدم الطبيعية؟

سيولة الدم الطبيعية تعني قدرة الدم على التدفق بسلالة في الأوعية الدموية، ويتحقق ذلك بفضل التوازن الدقيق بين البروتينات المسئولة عن تجلط الدم ومضادات التجلط، أمّا في حال حدوث خلل بينهما يصبح الفرد عرضة للإصابة بالنزيف أو تكوّن الجلطات.

 

من منظور أدق عندما تتعرض لجرح فإن عوامل التجلط الموجودة في الصفائح الدموية تعمل سريعًا على رفع لزوجة الدم ومن ثم إيقاف النزيف، لكن في حال اختلال سيولة الدم قد يستمر النزيف لساعات طويلة.

ما العوامل المؤثرة في سيولة الدم الطبيعية؟

العديد من العوامل قد تؤثر في تدفق الدورة الدموية ومن ثم سيولة الدم، مثل:

  • أمراض القلب والسكري: غالبًا ما يتبعها اختلال في سيولة الدم.
  •  أمراض الكبد: إذ يقل إنتاج البروثرومبين (البروتين المسؤول عن تخثر الدم بصورة طبيعية).
  • الهيموفيليا: مرض وراثي ينتج عن نقص عوامل التخثر في الدم، فلا يتجلط الدم بصورة طبيعية.
  • الأدوية: فوجود خلل في جرعات الأدوية المسيلة للدم قد يتبعه زيادة احتمالية النزيف.

 

بينما بعض العوامل الأخرى تتسبب في اختلال سيولة الدم بطريقة غير مباشرة، وتظهر أضرارها على المدى البعيد، وتتمثل في:

  • العادات الغذائية غير السليمة: الأطعمة المشبعة بالدهون تزيد من مستوى الكوليسترول ومن ثم تبطئ تدفق الدم في الأوعية الدموية وتسبب تضيقها، وهذا يزيد احتمالية تكوّن الجلطات.
  • التدخين: يتسبب النيكوتين الموجود في التبغ في قصور الدورة الدموية، وأيضًا يؤثر بالسلب في الكبد ما ينعكس على سيولة الدم.
  • قلة النشاط البدني: للرياضة دور أساسي في تعزيز سريان الدم عبر الأوعية الدموية، وملازمة الفراش يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالجلطات.

كيف تُقاس سيولة الدم الطبيعية؟

يتحدد معدل سيولة الدم بالتحاليل الطبية التي تهدف إلى قياس قدرة الدم على التجلط والزمن الذي يستغرقه في ذلك، وتتضمن:

  • قياس زمن البروثرومبين (PT): يقيس الزمن الذي يستغرقه الدم لتكوين الجلطة.
  • فحص (INR): يختبر تأثير أدوية السيولة مثل الوارفارين في الدم.

 

وتبلغ نسبة تخثر الدم الطبيعية لتحليل (INR) من 0.8 إلى 1.1 أما في حال تناول الأدوية المسيلة للدم تتراوح من 2 إلى 3، بينما تحليل (PT) الوقت الذي يستغرقه الدم للتجلط في الأفراد الأصحاء من 11.5 إلى 13 ثانية، وما دون ذلك ينم عن مشكلة صحية.

علام تدل نتيجة تحليل سيولة الدم؟

تنم نتائج تحاليل السيولة في حال انخفاضها عن المعدل الطبيعي أن الفرد معرض للإصابة بالجلطات، وقد يحدث بسبب:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الإفراط في تناول المكملات الغذائية والأطعمة التي تحتوي على وفرة من فيتامين K.
  • الأدوية الهرمونية التي تحتوي على الأستروجين، مثل حبوب منع الحمل.

 

بينما ارتفاع نسبة سيولة الدم عن الحد الطبيعي يشير إلى احتمالية النزيف المتكرر، وقد ينجم نتيجة:

  • الإصابة بأمراض الكبد أو الأمراض المناعية.
  • نقص فيتامين K.
  • الأمراض الوراثية مثل الهيموفيليا.

 

ولعل أبرز الأعراض التي يعانيها مرضى السيولة النزيف الذي لا يتوقف ويستمر فترات طويلة، أما انخفاض سيولة الدم لمرضى القلب تشير إلى ضرورة تناول الأدوية المسيلة للدم للحفاظ على سريانه بصورة طبيعية.

هل يمكن الشفاء من سيولة الدم؟

من أبرز التساؤلات التي تُثير أذهان المرضى “هل يمكن الشفاء من سيولة الدم؟” والجواب أنه لا يوجد علاج شافٍ لمرض السيولة، إنما تعمل الأدوية على اتزان مكونات الدم وعوامل التجلط لمنع أعراض تجلط الدم والتحكم فيها؛ حتى يتفادى المريض أي مخاطر قد تهدد سلامته.

 

وختامًا، نذكرك أن الحفاظ على معدلات سيولة الدم الطبيعية من الأمور الهامة للتمتع بحياة آمنة خالية من المخاطر، وبناءًا عليه نوصيك باستشارة الأطباء المختصين واللجوء إليهم في حال معاناة أي اضطرابات بالدورة الدموية.