لم تَعُد الإصابة بجلطات الأوعية الدموية مشكلة خطيرة كما كانت من قبل، وذلك بفضل التقنيات الحديثة التي أسهمت في علاج التجلطات خلال ثوانٍ معدودة قبل أن تؤثر في الأنسجة والأعضاء.
إلا أن ذلك التقدم العلمي لا يحمي من تكرار الأزمة أو مُضاعفاتها الخطيرة إن لم تُعالج الجلطات سريعًا، لذا ينبغي لمرضى تجلط الأوعية الدموية تغيير نمط حياتهم بالكامل بعد إصابتهم بالجلطة وتبني نظام جديد يحميهم من تكرار الإصابة.
نبذة عن وسائل علاج الجلطات المختلفة
تتعدد وسائل علاج الجلطات ما بين أدوية وتدخلات جراحية محدودة، مثل استخدام القسطرة والدعامات خاصةً في حال التخلص من تصلب الشرايين في القلب وعند علاج الجلطة الدماغية.
ويُحدد الطبيب وسيلة علاج الجلطة وتصلب الشرايين المناسبة بناءًا على حالة كل مريض ومدى تضرر الوعاء الدموي المُصاب، ومهما كانت وسيلة علاج الجلطات بسيطة أو معقدة ينبغي للمريض مراعاة الحذر في المستقبل، فقد يتعرض للأزمة من جديد في حال عدم اتباعه تعليمات الأطباء وتجنب أسباب تكوّن الجلطات.
الحياة ما بعد علاج جلطات الأوعية الدموية
من الخطوات اللازمة من أجل علاج الجلطات، والسماح للمريض بالعودة إلى المنزل مراعاة اتباع بعض التعليمات خلال الأيام الأولى، أهمها:
- الراحة التامة، وتجنب بذل أي مجهود بدني زائد.
- التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية العنيفة حتى استقرار الحالة تمامًا.
- الابتعاد عن مسببات التوتر والضغط العصبي، إذ تُؤثر الحالة النفسية في الأوعية الدموية بشدة مثل مصابي ضغط الدم المرتفع.
- الحرص على تناول الأدوية التي وصفها الطبيب، والحضور في مواعيد المتابعة لتقييم حالة الشرايين والأوردة أولًا بأول.
- الالتزام بالنظام الغذائي الجديد الذي حدده الطبيب، والامتناع عن تناول كافة الأطعمة التي أشار الطبيب بضرورة عدم تناولها.
لماذا يهتم الأطباء بالنظام الغذائي تحديدًا بعد علاج الجلطات؟
يُعد السبب الرئيسي والأكثر شيوعًا للإصابة بالجلطات هو تقلص الأوعية أو انسدادها، نتيجة تراكم الدهون وبعض العناصر المتدفقة مع الدم على جدرانها.
تمنع هذه اللويحات المتراكمة على جدران الأوعية سريان الدم بتدفقٍ طبيعي نحو القلب، أو إلى أنسجة الجسم لمختلفة.
لذا ينوه الأطباء دومًا إلى ضرورة اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، للحفاظ على سلامة الأوعية الدموية ومنع ظهور التجلطات مرة أخرى.
افضل نظام غذائي للمرضى بعد علاج الجلطات
الاهتمام بالنظام الغذائي وتبني بعض العادات الصحية من أهم الأمور التي تُساعدك على الوقاية من تكرار الإصابة بالجلطات، ويشمل النظام الغذائي الصحي خلال فترة علاج الجلطات وما بعدها الآتي:
-
الامتناع عن تناول الأطعمة الممتلئة بالدهون
تتمثل الأطعمة الغنية بالدهون في اللحوم الحمراء والأطعمة المطهية بالزيوت والسمن المهدرج، إذ تتراكم تلك الدهون في الشرايين والأوعية مسببة تكرار انسدادها.
-
الإكثار من تناول الخضراوات الورقية الخضراء
ومن أمثلتها السبانخ واللفت والكرنب فهي غنية بالفيتامينات والمعادن ومصدر هام لفيتامين (K)، الذي يساعد على حماية الشرايين وتعزيز تخثر الدم السليم.
كما أنها تحتوي على نسبة عالية من النترات الغذائية التي تحد من مستوى ضغط الدم المرتفع، وتقلل من تصلب الشرايين، وتحسن وظيفة الخلايا المبطنة للأوعية الدموية.
-
الحبوب الكاملة
تحتوي الحبوب الكاملة مثل الدقيق والأرز البني والشوفان والذرة والشعير على الكثير من المغذيات، لذا توصي جمعية القلب الأمريكية (AHA) بتناول الحبوب الكاملة بدلًا من المكررة للحفاظ على صحة القلب والوقاية من أمراضه وأمراض الأوعية الدموية.
ملحوظة: عند شراء الحبوب الكاملة، تأكد من قراءة ملصق المكونات واختيار المنتج المكتوب عليه عبارات، مثل (الحبوب الكاملة) أو (القمح الكامل بنسبة 100%)، وتجنب ذلك المدون عليه (دقيق القمح) أو (الحبوب المتعددة) فهو لا ينم عن نفس القيمة الغذائية.
-
الاعتماد على الأسماك الدهنية في التغذية
تحتوي الأسماك الدهنية مثل الماكريل والتونة والسلمون على أحماض الأوميجا (3)، والتي أثبتت فاعليتها في الحفاظ على صحة القلب والأوعية والحد من مخاطر إصابة الشرايين بالتصلب.
وإذا كنت لا تتناول الكثير من المأكولات البحرية، فإن زيت السمك يُعد خيارًا آخر للحصول على جرعتك اليومية من أحماض أوميجا (3) الدهنية.
ذلك إلى جانب ضرورة تناول الفاكهة وبصورة يومية لإمداد الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائية المختلفة، والحد من كمية الملح المُضافة للطعام، إذ يتسبب في احتباس السوائل في الجسم ورفع مستوى ضغط الدم.
إن ذلك هو أفضل نظام غذائي قد ينصحك به دكتور الأوعية الدموية بعد علاج الجلطات، ويمكنك معرفة مزيد من النصائح التي تُساعدك على الوقاية من أمراض الأوعية الدموية بزيارة موقع فاسكولار آرت وتصفح المقالات الموجودة على مدونتنا.
اقرأ أيضًا:
علاج تصلب الشرايين لمرضى السكري